“Barangsiapa menyeru kepada hidayah (petunjuk) maka ia mendapatkan pahala sebagaimana pahala orang yang mengerjakannya tanpa mengurangi pahala mereka sedikitpun. Dan barangsiapa menyeru kepada kesesatan maka ia mendapatkan dosa sebagaimana dosa yang mengerjakannya tanpa mengurangi dosa mereka sedikitpun”

Jumat, 11 Mei 2012

شبهات الليبراليين في الحديث النبوي 2

 المبحث الثاني
حديث"لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الْجَمَلِ بَعْدَ مَا  كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ . قَالَ : لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ : لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً .[1]   [2]
ويُورِد بعض أعداء الملّة من المستشرقين والليبراليين ومن نَحَا نَحْوَهم ولَفّ لفّهم  عِدّة شُبهات حول هذا الحديث, يحاول بعض الناس اليوم أن يهدم ما استقرت عليه الأمة وجمهور علمائها وأئمتها على مدى 14 قرناً، ويحاول إثبات أن المرأة يجوز أن تتولى الولايات العامة ورئاسة الدولة، ولو كان الأمر قاصراً على مجرد تبن لرأي بعض العلماء ممن قال بجواز تولي المرأة القضاء مع أنه قول محجوج بالنصوص الشرعية ومخالف لقول الجمهور الذي استقرت عليه الأمة,  ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل يتعدى إلى محاولة شاملة لتغيير الثوابت الأصولية في الاستدلال، ولمحو التراث الفقهي ليحل محله فقه جديد يقوم على آراء مائعة لخدمة مصالح التيار التغريبي.  وسأورِد بعض ما وقَفْتُ عليه من تلك الشبهات، وأُجيب عنها – بمشيئة الله :
- لماذا لم يتذكر أبو بكرة راوية الحديث هذا الحديث إلا بعد ربع قرن وفجأة وفى ظل ظروف مضطربة ؟ وزعم بعضهم أن الحديث غير صحيح بل مكذوب. 
-قال نور خالص مجيد[3] :
“Hukum agama (Islam) tidak secara tegas mengatur boleh tidaknya wanita menjadi kepala negara atau kepala pemerintahan….” 
- ذِكْر بلقيس ملكة سبأ في القرآن الكريم .حيث قال القائل : (ويكفينا إشادة القرآن ببلقيس ملكة سبأ وهى امرأة).
وهناك أيضا بعض الشخصيات التي تنص على أنه لا يمكن ان نستدل بهذا  الحديث و أن تستخدم كقاعدة في الحياة، وذلك بسبب خلفية الرواية من هذا الحديث نظرا لسبب وروده, فقال : 
Hadits ini diucapkan oleh Rasulullah pada saat mendengar kabar bahwa penduduk Persia menobatkan putri Kisra yaitu Buran sebagai kepala negara mereka. Melihat latar belakang yang demikian, tampak hadits di atas sangat kasuistik dan tradisional sekali (menunjukkan pada konteks tertentu). [4
و من جانب ذلك, هناك الطرق أخرى التي سار عليها الليبراليون في تشكيك الناس وتحريف هذا الحديث وتهز صورة البناء الفقهي الإسلامي ليصل إلى إبطال ما قرره العلماء من منع المرأة من تولي الولايات العامة ومنصب الرئاسة، على النحو الآتي:
 أولاً: الاستخفاف بعلماء الأمة كلهم واتهامهم بأن فهمهم مغلوط:  قد نقل محمد سعد  في مالته قول كاتب الشبهات من الليبراليين[5]: (أما الإضافة التي نقدمها.. فهي خاصة بمناقشة الفهم المغلوط للحديث النبوي الشريف: "ما أفلح قوم يلي أمرهم امرأة".. إذ هو الحديث الذي يستظل بظله كل الذين يحرّمون مشاركة المرأة في الولايات العامة والعمل العام.
ثانياً: تجاهل النصوص التي استدل بها جمهور العلماء وادعاء عدم وجود أدلة:  ففي موضع آخر يزعم الليبراليون عدم وجود نصوص في ولاية المرأة للقضاء، فيقولون: (فالقرآن الكريم لم يعرض لهذه القضية، كما لم تعرض لها السنة النبوية، لأن القضية لم تكن مطروحة على الحياة الاجتماعية والواقع العملي لمجتمع صدر الإسلام، فليس لدينا فيها نصوص دينية أصلاً، ومن ثم فإنها من مواطن ومسائل الاجتهاد). وقال:(علة اختلاف الفقهاء حول جواز تولي المرأة لمنصب القضاء، في غيبة النصوص الدينية – القرآنية والنبوية – التي تتناول هذه القضية).[6]
ثالثاً: التهوين من شأن الأحكام الفقهية بدعوى أنها اجتهادات الفقهاء وليست ديناً:  يقول الليبراليون : (ومعلوم أن "الأحكام الفقهية" التي هي اجتهادات الفقهاء، مثلها كمثل الفتاوى، تتغير بتغير الزمان والمكان والمصالح). (ما لدينا في تراثنا حول قضية ولاية المرأة لمنصب القضاء هو "فكر إسلامي" و "اجتهادات فقهية" أثمرت "أحكاماً فقهية".. وليس "ديناً" وضعه الله سبحانه وتعالى وأوحى به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم).
رابعاً: الزعم بأن تولي المرأة من المعاملات التي تحكمها المقاصد والمصالح وليس النصوص:  الليبراليون يدعون  أن مقاصد الشريعة لا علاقة لها بالنصوص  ويزعمون أن المعاملات لا تحكمها النصوص فيقولون إن هذه القضية هي من "مسائل المعاملات" وليست من "شعائر العبادات".. وإذا كانت "العبادات توقيفية" تُلْتَمس من النص وتقف عند الوارد فيه، فإن "المعاملات" تحكمها المقاصد الشرعية وتحقيق المصالح الشرعية المعتبرة.. والموازنة بين المصالح والمفاسد فيها.. ويكفى في "المعاملات" أن لا تخالف ما ورد في النص، لا أن يكون قد ورد فيها نص.
خامسا: لا يقلل من صحة الحديث كوننا كمسلمين نعترف أن الحديث النبوي ليس يمنزلة القرآن الكريم من الإعجاز اللفظي، وكون الحديث تتداخله التغيرات والتفسيرات الأوسع. بل حتى القرآن الكريم المحفوظ فيلفظه تختلف فيه التفسيرات، فكيف بالحديث الذي يختلف في لفظه، لاشك أن التفسيرات تتسع أكثر. من هنا وجب النظر في المعنى العميق وراء الحديث. أولاً: أن ظاهر الحديث يوحي بأنه يقلل من كرامة المرأة ومنزلتها ويلصق الفشل فيها. فكل قوم يولون أمرهم لإمرأة لن ينجحوا، هكذا قد يفهم. والواقع مخالف لهذا المعنى لأن هناك أقواماً يلي أمرهم إمرأة ناجحون جداً، منهم أول عشرين أمة في التنمية والنجاح في العالم اليوم! كلهم تقودهم نساء، إما على مستوى الرئاسة كما في ألمانيا أو ملكة كما في بريطانيا، أو وزيرة خارجية كما في أمريكا.[7]
قال دكتور  محمد زكي شيخ أبو بكر: 
"Aliran modern atau kontemporer  memahami hadis dengan melihat konteks munculnya hadis, karena jika dipahami secara tekstual hadis tersebut akan bertentangan dengan realitas keberhasilan beberapa perempuan di pentas kepemimpinan. Hadis tersebut muncul atas respon Nabi SAW secara spontan ketika mendengar suksesi kepemimpinan di Persia".[8]

 الرد على الشبهة
الشبهة الأولى, قولهم" لماذا لم يتذكر أبو بكرة راوية الحديث هذا الحديث إلا بعد ربع قرن وفجأة وفى ظل ظروف مضطربة "؟
فالجواب :لم ينفرد أبو بكرة رضي الله عنه بهذا الأمر, فقد جاء مثل ذلك عن عدد من الصحابة، أي أنهم تذكّروا أحاديث سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يرووها إلا في مناسباتها، أو حين تذكّرها .
فمن ذلك ما قاله حذيفة رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلاَّ حدَّث به. حَفِظَه مَنْ حَفِظَه ، ونَسِيَه مَنْ نَسِيَه، قد علمه أصحابي هؤلاء، وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكُره كما يذكُر الرجل وجْـهَ الرَّجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عَرَفَـه .[9]
إلى غير ذلك مما لا يُذكر إلا في حينه، ولا يُذكر إلا في مناسبته .ثم إن أبا بكرة رضي الله عنه لم ينفرِد برواية الحديث، شأنه كشأن حديث عائشة في بناء الكعبة على قواعد إبراهيم، إذ لم ينفرد به ابن الزبير عن عائشة . فحديث : لا يُفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة قد رواه الطبراني من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه .فزالت العِلّة التي علّلوا بها ، وهي تفرّد أبو بكرة بهذا الحديث ، ولو تفرّد فإن تفرّده لا يضر. 
و الجواب عن: زعم بعضهم أن الحديث عير صحيح ومكذوب فهذا تحكم باطل, ولقد وردت لهذا الحديث روايات متعددة ، منها: [ لن يفلح قوم تملكهم امرأة ]. [ لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ]..[ ولن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة ] رواها: البخارى والترمذى والنسائى والإمام أحمد.و هذا الحديث من الأحاديث التي تلقتها الأمة بالقبول ، ولم يتردد أحد من المحدثين والفقهاء والعلماء والشرَاح في قبول هذا الحديث ، فلا يترك إجماع المسلمين عليه بكلام بعض المعاصرين.
وقد استدل بهذا الحديث جميع علماء الأمة وسادتها ممن يرون أنه لا تولى المرأة الولاية العامة، وسواء كان ذلك على المسلمين جميعاً في كل الأرض أو على فريق منهم، وهذا إجماع بين علماء المسلمين في جميع عصورهم، ولم يشذ عن ذلك إلا من لا يؤبه بخلافة كبعض فرق الضالة.
ولم يأت نص في القرآن والسنة يعارض عموم هذا الحديث، بل جميع النصوص مؤيدة لذلك كقوله تعالى ]الرجال قوامون على النساء[[10]، وقوله تعالى: ]يا أيها الدين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً[،[11] وقوله تعالى: ]فاستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء[.  [12]  
و الجواب عن قولهم : ذكر بلقيس ملكة سبأ في القرآن الكريم . حيث قال القائل : (ويكفينا إشادة القرآن ببلقيس ملكة سبأ وهى امرأة).
أن هذا الْمُلك كان لِبلقيس قبل إسلامها ، فإنها لما أسلمت لله رب العالمين تَبِعَتْ سُليمان عليه الصلاة والسلام ، فقد حكى الله عنها أنها قالت} :  قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{.[13]  فلما أسلمت مع سليمان لم يعُد لها مُلك ، بل صارت تحت حُكم سليمان عليه الصلاة والسلام .
والجواب عن شبهتهم: الاستخفاف بعلماء الأمة كلهم واتهامهم بأن فهمهم مغلوط: 
الاستخفاف بعلماء الأمة  فهذا حرب للإسلام,  فمن هم الذين يستظلون بهذا الحديث؟ إنهم الصحابة والتابعون وأئمة الفقه والعلم منذ عصر النبوة، قال ابن قدامة المقدسي: (لم يول النبي ولا أحد من خلفائه ولا مَن بعدهم امرأة قضاء ولا ولاية بلد‏,‏ فيما بلغنا، ولو جاز ذلك لم يخل منه جميع الزمان غالباً) [14].  وقال الماوردي عن تولي المرأة الوزارة: "ولا يجوز أن تقوم بذلك امرأة وإن كان خيرها مقبولاً؛ لما تضمنه معنى الولايات المصروفة عن النساء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة"، ولأن فيها من طلب الرأي وثبات العزم ما تضعف عنه النساء، ومن الظهور في مباشرة الأمور ما هو عليهن محظور" [15].
 وقال القرطبي: (وأجمعوا على أن المرأة لا يجوز أن تكون إماماً) [16]، وقال ابن حزم عن الخلافة: "ولا خلاف بين أحد في أنها لا تجوز لامرأة" [17]. فقول الليبراليين أن  هؤلاء العلماء منذ عصر النبوة فهموا الحديث فهماً مغلوطاً ولم يستطع أحد من علماء الأمة كلها فهم الحديث فهماً صحيحاً فهذا تهمة الجهلاء الذين يريدون محارب الإسلام و المسلمين.
والجواب عن قولهم : تجاهل النصوص التي استدل بها جمهور العلماء وادعاء عدم وجود أدلة, فقولهم  أن القرآن الكريم لم يعرض لهذه القضية، كما لم تعرض لها السنة النبوية، لأن القضية لم تكن مطروحة على الحياة الاجتماعية والواقع العملي لمجتمع صدر الإسلام، فليس لدينا فيها نصوص دينية أصلاً، ومن ثم فإنها من مواطن ومسائل الاجتهاد).
الكلام هذا غير صحيح لأن القرآن نص على أن الرجال قوامون على النساء، وأن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، ونص الحديث على أنه لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، وأنها لا تلي النكاح ولا تزوج نفسها إلا بولي، وكل هذه أدلة على عدم صلاحيتها للقضاء كما قال جمهور العلماء، بل إن علماء المذهب الحنفي الذين أجازوا ولايتها القضاء فيما تصح شهادتها فيه قالوا بأن من يوليها القضاء في غير ذلك يأثم، قال في مجمع الأنهر: (ويجوز قضاء المرأة) في جميع الحقوق لكونها من أهل الشهادة لكن أثم المولّي لها للحديث "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" (في غير حد وقود)؛ إذ لا يجري فيها شهادتها وكذا قضاؤها؛ في ظاهر الرواية).[18]
وقال صلى الله عليه وسلم: "القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار) [19]، قال الشوكاني: (وهو دليل على اشتراط كون القاضي رجلاً)، وقال:(استدل المصنف أيضاً على ما ذهب إليه الجمهور بحديث بريدة المذكور في الباب لقوله فيه "رجل" و "رجل" فدل بمفهومه على خروج المرأة) [20]
رأى الباحث أن هولاء الليبراليين لايتمسكون بقاعدتهم المشهورة تجاه هذا الحديث حيث أنهم يقولون "غيبة النصوص الدينية"[21]  التي تدل على عدم جواز ولاية المرأة, ويريدون نصاً يقول لا تولوا المرأة القضاء! مع أنهم  يحاربون الذين تمسكوا بالنصوص أو الحرفية (tekstual) لأنها ستترتب على استخراج الأحكام غير مناسبة لهذ الزمان,وإنما الطريق المناسب هو النظر إلى السياقية (kontekstual). [22]
لو كانت الأحكام لا تؤخذ من الكتاب والسنة إلا هكذا؛ لما استطاع أحد مثلاً أن يقول بحرمة تناول المخدرات لأنه لا يوجد نص يقول لا تتناولوا المخدرات.




[1] الحديث صحيح رواه البخاري 4425، ورواه النسائي في السنن 8/227 
[2] ذكر دكتور محمد زكي شيخ أبو بكرهذا الحديث من ضمن الأحاديث التي تهين المرأة في مقالته بعنوان : Analisis  Kritis Terhadap Hadis-Hadis Misoginis  
وهو مدرس بكلية الشريعة جامعة  الدينية السلامية حكومية   ” Raden Intan”  لامبونج
[3]قول بروفصر الدكتور نور خالص مجيد (Nur Cholis Majid) في مقالته و نشرت في  ((harian jawa pos اليوم الاحد   8 نوفمبر 1998 الصفحة 1:
[4]بروفسور د. سيد عقيل سيراج “Pro dan Kontra Presiden Wanita”  واردة في (jawa post) منشور في يوم السبت 21 نوفمبر 1998.
[5]هذه الشبهات مذكورة في برنامج إلكتروني على أنها حقائق الإسلام، تحت موضوع النموذج الإسلامي لتحرير المرأة، مبحث ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، والبرنامج اسمه: حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين،  فهو البرنامج مليء بالبحوث والمقالات المهمة، والتي تجلّي كثيراً من حقائق الإسلام بصورة جيدة، وتدفع كثيراً من الشبهات التي تثار حوله، ولكن يبدو أن كاتب هذا المقال، وهو غير مذكور.  http://almoslim.net
 HTTP :/ / www.islamlib.com [6]فدائما نجد هم يقولون "غيبة النصوص الدينية"؛
[7]   مقالة بقلم راعي الفهدة :منتديات الاسهم السعودية:
[8]  دكتور  محمد زكي شيخ أبو بكر : Analisis  Kritis Terhadap Hadis-Hadis Misoginis. وهو مدرس بكلية الشريعة جامعة  الدينية السلامية حكومية   ” Raden Intan”  لامبونج
[9] الحديث رواه مسلم
[10]  النساء : 34
[11] التحريم : 6
[12] البقرة :282
[13]  النمل : 44
[14] المغني لابن قدامة المقدسي، كتاب القضاء، شروط القاضي.
[15] الأحكام السلطانية، ص 46.
[16] الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله القرطبي المالكي، تفسير سورة البقرة.
[17] الفصل في الملل والأهواء والنحل 4/129.
[18] مجمع الأنهر، لعبد الرحمن بن محمد المشهور بشيخ زاده، كتاب القضاء.
[19]  رواه أبو داود وغيره، انظر صحيح سنن أبي داود للألباني، كتاب الأقضية، باب في القاضي يخطئ، رقم 3051.
[20] نيل الأوطار 8/ 264- 265
[21] . Islam Liberal 101 : Akmal Sjafril
[22] . Islam Liberal 101 : Akmal Sjafril 

شبهات الليبراليين في الحديث النبوي 1

الفصل الثاني:
 شبهات الليبراليين في الحديث النبوي
المبحث الأول ; حديث "المراة تقبل صورة الشيطان"
عَنْ جَابِرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- رَأَى امْرَأَةً فَدَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ :« إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِى صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِى صُورَةِ شَيْطَانٍ فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّهُ يَضْمُرُ مَا فِى نَفْسِهِ »[1]
قد طال الكلام حول هذا الحديث بخاصة عند الذين يحاربون الإسلام و ينزلقون في الشبهات المتعددة حيث أنهم يقولون وإن كان هذا الحديث قد صححه المحدثون منهم الألباني, ولكن لابد لنا أن نتحقق مرة أخرى مدى صحة هذا الحديث بالدراسة محققة, بالنظر إلى الإسناد من حيث  الجرح والتعديل وغيرهما. حيث أنهم وقعوا في الخطأ كعامة الناس, لا سيما إنّ الأحاديث النبويّة سجّلت بعد قرابة مائتي السنة من عصر النبيّ.[2] فلذلك لا بد أن يعيد النظر كلّية باعتماد الباحثين الإسلاميين على الحديث كمصدر للحقيقة التاريخية. ففي مثل هذا, قال وائل السواح  في مقالته " ضرورة عقلنة التعامل مع الحديث النبوي": "فلا يكفي أن نعتمد المبادئ التي اعتمدها رواة الحديث من الجرح والتعديل وغيرها، لأنّ كلّ تلك المبادئ لم تمنع حديثا مثل الذي بين أيدينا من الوصول إلى القارئ المعاصر على أنّه حديث صحيح موثوق فيه"[3]  
والطريق التاني عند دراسة الليبراليين نحو الأحاديث النبوية (اقرأ التشكيك) خاصة في هذا الحديث أنهم يقولون وإن كان هذا الحديث صحيح, الا أنه لا يقبله العقل السليم حيث ليس من اللائق أن يفعل النبي مثل هذا. لأن في هذا السلوك طيش لا يمكن للنبيّ أن يتّصف به، وكذلك أن هذا الحديث لا يطابق مبادئ الإسلام حيث أنه لا يحترم المرأة و يشبه المرأة بالشيطان. قال وائل السواح  في مقالته "لا يستقيم هذا الطرح مع العقل السليم، ولا مع الفهم السليم لشخصية النبي وتهذيبه وحكمته وقيادته التاريخية للأمّة أثناء حياته. ولا يستقيم مع عشرات الأحاديث الأخرى التي تحضّ على احترام المرأة ورعايتها".[4]
من خلال المبحث يود الباحث ذكر بعض المفاهيم الخطيئة وشبهات هؤلاء الليبراليين تجاه هذا الحديث.
النقطة الأولى: أن الإسلام يجعل المرأة كالشيطان  وكأن النساء شياطين أو مخلوقات فضائية.
النقطة الثانية: دخل النبيّ على زينب، وفقا لنص الحديث، "فقضى حاجته منها ثم خرج إلى أصحابه…" إنّ نصّ الحديث برواياته جميعا يوحي أنّ النبي دخل إلى بيت زينب زمنا وجيزا، لأنّه خرج، فوجد أصحابه مازالوا جالسين في أماكنهم. ثم هل يعقل عاقل أن هذه أصلا أخلاق الرسول, يترك دعوة التوحيد ويتفرغ للنظر للنساء واشتهائهن, ثم لم يكتف بذلك بل يلقى باللائمة على المرأة بأنها هى الفاتنة المفتنة كالشيطان؟.  وهذا يعني أنّ الرجل سارع إلى زوجته، فوطأها، فأنزل ماءه بسرعة البرق وعاد إلى أصحابه يكمل حديثه معهم. وهذا أيضا ليس من طبع النبيّ، ولا هو من طبع أيّ رجل يحترم نفسه ويحترم امرأته ويعاملها بالحدّ الأدنى من الإنسانية.[5]  والنبيّ نفسه يقول في حديث منسوب إليه: "لا يقعنّ أحدكم على امرأته، كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول. قيل: وما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام".[6]  
والاختلاف في طبع الإنزال يوجب التنافر مهما كان الزوج سابقا إلى الإنزال، والتوافق في وقت الإنزال ألذّ عندها ولا يشتغل الرجل بنفسه عنها، فإنها ربّما تستحي." وهو ما يبيّن بوضوح أنّ الرجل لا يجوز أن يسارع إلى الإنزال ومغادرة الفراش قبل أن تنتهي زوجه. فإذا كان هذا هو الحال عند الرجل العاديّ، فهل يمكن للنبيّ أن يبيح لنفسه ذلك.
يفهم من هذه النقطة أن النبي رجل سرعة الإنزال حيث عاد إلى أصحابه يكمل حديثه معهم, و النبي يخالف أمره حيث وطئ زوجته بدون المباشرة (الرسول: القبلة والكلام) مع انه قد أمر أمته بالرسول قبل الوطئ.
النقطة الثالثة:ما الذي كانت تفعله زينب عند دخول النبيّ عليها، أكانت تقوم على شؤون البيت أم تتدبّر شؤون دينها؟ وفي كلا الحالتين، هل يجوز لزوجها أن يأتي فيطلب منها أن تصاحبه إلى الفراش، فتترك ما بيدها وتذهب معه لدقائق، يخرج بعدها إلى أصحابه، وماذا عنها: أتعود هي إلى ما كانت عليه، كأنّ شيئا لم يكن؟ صحيح أنّ النبيّ يقول في مكان آخر، برواية البخاري، "إذا دعا الرجل المرأة إلى فراشه فأبت أن تجيء، لعنتها الملائكة إلى أن تصبح،" ولكنّ فحوى هذا الحديث أن يدعوها الرجل في الليل بدلالة "إلى أن تصبح"، فماذا لو دخل عليها بغتة ودعاها لتوّه، أفتغضب عليها الملائكة كذلك؟
النقطة الرابعة: ولا يبيّن الحديث ما إذا اغتسل النبيّ بعد مواقعته زينب، ولكن يبدو من نصّ الرواية أنّه سارع في العودة إلى أصحابه، ولا يترك زمن السرد فسحة من الوقت له ليغتسل، فهل لذلك علاقة برغبته في الانتهاء من الموضوع بسرعة ومن ثمّ نسيانه، أم بالرغبة في العودة سريعا إلى أصحابه، لكي يتابع ما كان يدور من حديث هامّ، أم ليفسّر تصرّفه لأصحابه، إذ أنّه شعر ربّما بأنه تسرّع في سلوكه؟
النقطة الخامسة: الأهمّ من ذلك كلّه أن ينسب النبيّ ضعفه لعامل خارجيّ هو الشيطان. ففي الحديث أنّ النبيّ يخرج إلى صحبه، فيقول لهم: " إنّ المرأة تقبل في صورة شيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله فإنه يردّ ما في نفسه وفي رواية يضمر ما في نفسه". وفي رواية للألباني "إنّ المرأة إذا أقبلت، أقبلت في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته، فليأت أهله، فإنّ معها مثل الذي معها". إنّ في المماهاة بين المرأة والشيطان افتئاتا غير مقبول من قبل رجل من المفترض أنه معصوم، وأنّه لا ينطق عن الهوى. هذه المماهاة القصدية سمة من سمات الديانات التوحيدية عموما، نراها في الإسلام كما نراها في المسيحية واليهودية. ويصل هذا الأمر في بعض الأحاديث النبوية حدّا غير مقبول في أحسن الحالات.
مثل ذلك قول النبيّ، وفق صحيح مسلم، "فاتّقوا الدنيا واتقوا النساء فإنّ أوّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء،" وقوله، حسب ابن ماجة والترمذي، "ما تركت فتنة أضرّ على الرجال من النساء،" وقوله، وفق مسلم، "عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته: المرأة والحمار والكلب الأسود." ثمّ يشرح أبو ذرّ الحديث بقوله: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم… فقال الكلب الأسود شيطان".
النقطة السادسة: وآخر نقاط توقفنا هنا ستكون رواية الألباني الذي روى عن النبيّ " إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته، فليأت أهله، فإنّ معها مثل الذي معها". ههنا تشييء مبالغ فيه للمرأة. فالمعنى هنا أنّ الرجل يشتهي امرأة، فيذهب إلى زوجته لأنّ لديها نفس الأعضاء التي يمكن أن يكون قد اشتهاها في المرأة الأخرى. أليس في ذلك تحويل للمرأة من كائن بشريّ متميّز إلى شيء؟ وهل لا تشتهى المرأة إلا بسبب أعضائها؟ أليس لحديث المرأة ومعاملتها ورقّتها ودماثة روحها دور في علاقة الرجل الجنسية بالمرأة؟
لا يستقيم هذا الطرح مع العقل السليم، ولا مع الفهم السليم لشخصية النبي وتهذيبه وحكمته وقيادته التاريخية للأمّة أثناء حياته. ولا يستقيم مع عشرات الأحاديث الأخرى التي تحضّ على احترام المرأة ورعايتها.
في هذه النقاط عبارة عن شبهاتهم في متن الحديث ومقتضى معانيه. أما بالنسبة إلى إسناد هذا الحديث فنجد بعضهم يقولون أن هذا الحديث ليس بصحيح. يقول ذلك المفكرو ناشطي حقوق الإنسان   من سوريا هو . وائل السواح[7]" هل هذا الحديث صحيح، بمعنى هل فعل النبيّ ذلك ثمّ قال ما قال؟ ثمّة إجابتان ممكنتان: نعم ولا. الإجابة الأولى فيها إساءة غير مقبولة لشخص النبيّ، من طرف من يدّعي محبّته وإجلاله. الإجابة الثانية هي الأقرب للحقيقة، ولكنّها تفترض أن نعيد النظر كلّية باعتماد الباحثين الإسلاميين على الحديث كمصدر للحقيقة التاريخية. ولعلّ في ذلك ما يشجّعنا على أن نبدأ بدراسة الخطاب النبويّ على أنه مادّة أوّلية، كانت وليدة زمانها ومكانها، وأن نخضعها للعقل والتحليل والمنطق، ثمّ نحيلها إلى ظروفها الزمانية-المكانية".[8]
الرد على الشبهة
فإن لرد عن هذه الشبهة و إزالته يمكن أن تتحقق بالتنبيه على عدد من النقاط:
أولا:في سند الحديث,  أن الحديث صحيح  وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه، وأبو داود في سننه، والإمام أحمدفي مسنده، والترمذي في سننه وصححه.  فالحديث موجود فى كافة كتب الصحاح والسنن عدا البخاري.
ثانيا: في متن الحديث, القول بأن الإسلام يجعل المراة كصورة الشيطان, فالحقيقة هذا كلام يحاول أن يصدوا الناس عن الإسلام, إن الله-عز وجل- كرم بني آدم رجالا ونساءً "ولقد كرمنا بني آدم"[9]. دون تفرقة بينهم, فكيف يزعم زاعم غير ذلك؟ وإن مكانة المرأة في الإسلام مكانة مرموقة يعرف ذلك من له أدنى معرفة بالإسلام وتعاليمه فيما يخص المرأة.  فإن الإسلم قد أكرم النساء وجعلهن من شقائق الرجال. جاء في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنما النساء شقائق الرجال. [10]
لقد انتزع هؤلاء شبهتهم من حديث للنبي-صلى الله عليه وسلم- كما يفعلون دائما, حيث يحملون الأحاديث ما لا تحتمل من المعاني, ويحرفون الكلم عن مواضعه, والحديث صحيح موجود فى كافة كتب الصحاح والسنن عدا البخاري.
يقول د.عبد الحكيم صادق الفيتوري: (وليس في النص ما يستنكر, وليس فيه ما يقتضي احتقار المرأة أو انتقاصها, بل معنى الحديث أن الله جعل في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والالتذاذ بالنظر إليهن).
وفي إطلاق النظر إليهن فتنة, ودعوة إلى الوقوع في الإثم, فصورة المرأة التي تدعو الرجل إلى الغواية والوقوع في الحرام, شبيهة بإغواء الشيطان للعباد, ودعوته لهم بالوقوع في الشر بتزيينه في أعينهم, وهذا أمر يشهد الواقع بصدقه.
فالحديث جاء في سياق تحذير النساء من عواقب عدم ارتداء الحجاب, لئلا تفتن هي بالرجال, ولئلا يفتن الرجال بهن. وقد تضمن الحديث توجيها نبويا لعلاج ما قد يقع في القلب من الافتتان بالنساء, وهو أن يأتي الرجل أهله, فإن ذلك كفيل إن شاء الله بزوال ما يجد في قلبه من الشهوة.[11]
ومن ثم فالتشبيه بالشيطان لا علاقة له بكون المشبه رجلا أو امرأة, إنما علاقته في الأساس هي بالفعل الذي يرتكبه الرجل أو المرأة, وهذا من الأساليب المستخدمة في اللغة العربية, دون أن يفهم من ذلك أن المرأة شيطان لذاتها, أو أن الرجل شيطان لذاته, كما يحاول البعض إشاعته. جاء في الموطأ للإمام مالك : ( أَقْبَلَتْ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ) ‏شَبَّهَهَا بِالشَّيْطَانِ فِي صِفَةِ الْوَسْوَسَةِ وَالدُّعَاءِ إِلَى الشَّرِّ .[12]
          قال الإمام القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم:  وقوله: إن المرأة تقبل في صورة شيطان؛ أي: في صفته من الوسوسة، والتحريك للشهوة؛ بما يبدو منها من المحاسن المثيرة للشهوة النفسية، والميل الطبيعي، وبذلك تدعو إلى الفتنة التي هي أعظم من فتنة الشيطان، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ما تركت في أمتي فتنة أضر على الرجال من النساء. فلمّا خاف النبي هذه المفسدة على أمته أرشدهم إلى طريق بها تزول وتنحسم، فقال: إذا أبصر أحدكم المرأة فأعجبته فليأت أهله، ثم أخبر بفائدة ذلك، وهو قوله:  فإن ذلك يردّ ما في نفسه. اهـ.
وقال ابن الجوزي في كتابه: كشف المشكل من حديث الصحيحين: وقوله: في صورة شيطان أي: إن الشيطان يزين أمرها، ويحث عليها، وإنما يقوى ميل الناظر إليها على قدر قوة شبقه، فإذا جامع أهله قل المحرك وحصل البدل. اهـ[13]
وقال النووي في: إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان. قال العلماء: معناه الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بها لما جعله الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء، والالتذاذ بنظرهن، وما يتعلق بهن، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته، وتزيينه له، ويستنبط من هذا أنه ينبغي لها أن لا تخرج بين الرجال إلا لضرورة، وأنه ينبغي للرجل الغض عن ثيابها، والإعراض عنها مطلقا. اهـ[14]

  



[1] الحديث أخرجه مسلم في صحيح مسلم: كتاب النكاح :  باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه إلى أن يأتي امرأته , وأبو داود في سننه ج 2/  ص 246 حديث رقم: 2151 و الترمذي في سننه ج 3/  ص 465 حديث رقم: 1158.و   ابن حبان في صحيحه ج 12/  ص 385 حديث رقم: 5572.  
[2]بروفسور د. علي مصطفى يعقوب:  Kritik Hadits pustaka firdaus,  : jakarata, 2011
[3]وائل السواح " ضرورة عقلنة التعامل مع الحديث النبوي" الاربعاء 28 أكتوبر 2009: في موقع الإنترنت http://www.alawan.org
وائل السواح هو ليبرالي سوري مشهور بمفكر و ناشطي حقوق الإنسان من سوريا. وقد ترجمت مقالته في عدة اللغات منها باللغة اندونيسيا و نجده في موقع الإنترنيت http://islamlib.com
[4] وائل السواح " ضرورة عقلنة التعامل مع الحديث النبوي" الاربعاء 28 أكتوبر 2009:  
[5] وائل السواح " ضرورة عقلنة التعامل مع الحديث النبوي"
[6] فإن هذا الحديث ضعيف، فقد رواه الديلمي في الفردوس، وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: هو منكر.
[7] , في موقع الإنترنت  http://www.alawan.org
[8] وائل السواح " ضرورة عقلنة التعامل مع الحديث النبوي" الاربعاء 28 أكتوبر 2009:  
 [9]سورة الإسراء : 70
[10] سنن أبي داود برقم  204
[11] موقع الإنترنت : http://rasoulallah.net
[13]  ابن الجوزي،: كشف المشكل من حديث الصحيحين :دار النشر / دار الوطن - الرياض - 1418هـ   
[14] انظر شرح صحيح مسلم للإمام النووي: 9/ 181. 


شبهات الليبراليين في الحديث النبوي

الفصل الأول: مفهوم الليبرالية
المبحث الأول: التعريف بالليبرالية
الليبرالية مصطلح أجنبي معرب مأخوذ من (Liberalism) في الإنجليزية، و (Liberalisme)في الفرنسية، وهي تعني " التحررية "، ويعود اشتقاقها إلى (Liberaty)في الإنجليزية أو (Liberate) في الفرنسية، ومعناها الحرية.[1]
الليبرالية حاليا مذهب أو حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف لتحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية)، وقد تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها تتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، وتختلف من مجتمع غربي متحرر إلى مجتمع شرقي محافظ. الليبرالية أيضا مذهب سياسي واقتصادي معاً ففي السياسة تعني تلك الفلسفة التي تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية وحماية الحريات السياسية والمدنية.[2]
وهي مذهب فكري يركز على الحرية الفردية، ويرى وجوب احترام استقلال الأفراد، ويعتقد أن الوظيفة الأساسية للدولة هي حماية حريات المواطنين مثل حرية التفكير، والتعبير، والملكية الخاصة، والحرية الشخصية وغيرها. ولهذا يسعى هذا المذهب إلى وضع القيود على السلطة، وتقليل دورها، وإبعاد الحكومة عن السوق، وتوسيع الحريات المدنية
ويقوم هذا المذهب على أساس علماني يعظم الإنسان، ويرى أنه مستقل بذاته في إدراك احتياجاته، تقول الموسوعة الأمريكية الأكاديمية: ((إن النظام الليبرالي الجديد (الذي ارتسم في فكر عصر التنوير) بدأ يضع الإنسان بدلا من الإله في وسط الأشياء، فالناس بعقولهم المفكرة يمكنهم أن يفهموا كل شيء، ويمكنهم أن يطوروا أنفسهم ومجتمعاتهم عبر فعل نظامي وعقلاني).[3]
وقد أطلق مصطلح "الليبرالية" على عدة أمور، من أهمها
حركة فكرية ضمن البروتستانتية المعاصرة، وقد أطلق على هذه الحركة اسم "الليبرالية" لأنها تعتمد على حرية التفكير، وانتهاج الفكر العقلاني في التعامل مع النصوص الدينية. يقول" براتراند رسل":بدأ يظهر في أعقاب عصر الإصلاح الديني موقف جديد إزاء السياسة والفلسفة في شمال أوروبا، وقد ظهر هذا الموقف بوصفه رد فعل على فترة الحروب الدينية والخضوع لروما مركزا في إنجلترا وهولندا. ويطلق على هذا الموقف الجديد تجاه مشكلات الميدان الثقافي والاجتماعي اسم الليبرالية، وهي تسمية أقرب إلى الغموض، يستطيع المرء أن يدرك في ثناياها عددا من السمات المميزة، فقد كانت الليبرالية أولا بروتستانتية في المحل الأول، ولكن ليس على الطريقة الكالفينية الضيقة، والواقع أنها أقرب بكثير إلى أن تكون تطورا للفكرة البروتستانتية القائلة: إن على كل فرد أن يسوي أموره مع الله بطريقته الخاصة، هذا فضلا عن أن التعصب والتزمت يضر بالأعمال الاقتصادي".[4]
والبروتستانتية في حد ذاتها اختصرت الطريق أمام الليبرالية العقلانية المحضة، وهذه الحركة الفكرية داخلها أطلق عليها اسم الليبرالية مع أنها لازالت حركة دينية لأنها فسرت الدين بطريقة معينة جعلته متوافقا مع الليبرالية العلمانية. يقول منير البعلبكي: " كما يطلق لفظ "الليبرالية" كذلك على حركة في البروتستانتية المعاصرة تؤكد على الحرية العقلية، و على مضمون النصرانية الروحي والأخلاقي، وقد كان من آثار هذه الحركة انتهاج الطريقة التاريخية في تفسير الأناجيل".[5]
يقول "دونالد سترومبرج" : "والحق أن كلمة الليبرالية مصطلح عريض وغامض، شأنه في ذلك شأن مصطلح الرومانسية، ولا يزال حتى يومنا هذا على حالة من الغموض والإبهام".[6] و في الموسوعة الشاملة: "تعتبر الليبرالية مصطلحا غامضا لأن معناها وتأكيداتها تبدلت بصورة ملحوظة بمرور السنين"  . 
العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات.
 ترى الليبرالية أن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً. فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له الحق في الحياة والحرية وحق الفكر والمعتقد والضمير، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد ووفق قناعاته، لا كما يُشاء له. فالليبرالية لا تعني أكثر من حق الفرد - الإنسان أن يحيا حراً كامل الاختيار وما يستوجبه من تسامح مع غيره لقبول الاختلاف. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية، ولا نجد تناقضاً هنا بين مختلفي منظريها مهما اختلفت نتائجهم من بعد ذلك.
هذا الجوهر هو " أن الليبرالية تعتبر الحرية المبدأ والمنتهى , الباعث والهدف , الأصل والنتيجة في حياة الإنسان , وهي المنظومة الفكرية الوحيدة التي لا تطمع في شيء سوى وصف النشاط البشري الحر وشرح أوجهه والتعليق عليه"   
الليبرالية لها مفاهيم متعددة بحسب ما تضاف إليه, ويجمعها الاهتمام المفرط بالحرية , وتحقيق الفرد لذاته, واعتبار الحرية هدفاً وغاية في ذاته . فالليبرالية هي "نظرية الحرية", وهي نظرية ذات أطياف متعددة وجوانب مختلفة, وبمقادير متفاوت. والحرية – كما يلا حظ الباحث المدقق – مفهوم عام يمكن أن يعني به الحرية المطلقة دون معنى محددا, وقد يريد به البعض معنا محددا معينا.
ولكن المفهوم الفلسفي لهذا المذهب الفكري هو الحرية المطلقة التي لا تحدها الحدود ولا تمنعها السدود الا ما كان فيها تجاوز لحريات الآخرين على قاعدة ( تنتهي حريتك حيث تبدأ حريات الآخرين). 
الليبرالية حاليا مذهب أو حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف لتحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية)، وقد تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها تتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، وتختلف من مجتمع غربي متحرر إلى مجتمع إسلامي محافظ.
ومن خلال تلك التعريفات كلها يمكن تقديم تعريف جامع لفلسفة الليبرالية، ينص علي أن: (الليبرالية هي فلسفة تهدف إلي إعطاء العقل البشري السلطة المطلقة في الاستدلال علي الحقيقة، وإيجاد السبل المناسبة لتطبيق الحقائق بما يضمن تمكن كل فرد من أفراد المجتمع من الحياة طبقاً لنتاج عقله الشخصي).
وقد تقدم أن الليبرالي مذهب قضيته الإنسان، وعلى ذلك فكل المذاهب التي اختصت بهذا القضية كان لها إسهام واضح في تقرير مبادئ الليبرالية:
-   فالعلمانية تعني فصل الدين عن السياسة، كما تعني فصل الدين عن النشاط البشري بعامة، وعلى مثل هذا المبدأ يقوم المذهب الليبرالي في كافة المجالات: السياسية، والاقتصادية، والفكرية، بل لاتكون الدولة ليبرالية إلا حيث تكون العلمانية، ولاتكون علمانية إلا حيث تكون الليبرالية.
-   والعقلانية تعني الاستغناء عن كل مصدر في الوصول إلى الحقيقة، إلا عن العقل الإنساني، وإخضاع كل شيء لحكم العقل، لإثباته أو نفيه، أو معرفة خصائصه ومنافعه، والعقل المحكّم هنا هو عقل الإنسان، وهكذا تقوم الليبرالية على مبدأ أن العقل الإنساني بلغ من النضج العقلي قدرا يؤهله أن يرعى مصالحه ونشاطاته الدنيوية، دون وصاية خارجية!.
-  والإنسانية تؤمن بالدفاع عن حرية الفرد، والثقة بطبيعة الإنسان وقابليته للكمال، وتقرر التمرد على سلطان الكنيسة.
-  والنفعية تجعل من نفع الفرد والمجتمع مقياسا للسلوك، وأن الخير الأسمى هو تحقيق السعادة لأكبر عدد من الناس.
وهكذا فكل هذه المذاهب وغيرها كان لها نصيب في صياغة المذهب الليبرالي، وهذه نتيجة طبيعية لمشكلة كان يعانيها كل المفكرين على اختلاف توجهاتهم، هي: انتهاك حقوق الإنسان في أوروبا.[7]
الأسس الفكرية لليبرالية:
تقوم الليبرالية على أسس فكرية هي القدر المشترك بين سائر اتجاهاتها وتياراتها المختلفة، ولا يمكن اعتبار أي فرد ليبراليا وهو لا يقر بهذه الأسس ولا يعترف بها، لأنها هي الأجزاء المكونة لهذا المذهب والمميزة له عن غير. وتنقسم هذه الأسس المكونة لليبرالية إلى قسمين:
ذاتية مميزة لليبرالية عن غيرها من المذاهب الفكرية الغربية التي ظهرت في عصر النهضة والتنوير، وهي أساسان هما: " الحرية " و " الفردية ".
مشتركة بين الليبرالية وغيرها من المذاهب الفكرية الغربية، وهي أساس واحد هو: "العقلانية"، فكل المذاهب التي ظهرت في أوروبا في العصر الحديث خرجت من الفكر العقلاني الذي يعتقد باستقلال العقل في إدراك المصالح الإنسانية في كل أمر دون الحاجة إلى الدين
فالليبرالية حقيقة مركبة تركيبا تاما من "الحرية الفردية العقلانية "، ولكن هذه الأسس المكونة لحقيقتها مجملة، تعددت تصورات الليبراليين في تفصيلاتها الفكرية، فضلا عن آثارها العملية، والطريقة التطبيقية أثناء العمل السياسي أو الاقتصادي..,
الأساس الأول: الحرية
التي تعني أن الفرد حر في أفعاله، ومستقل في تصرفاته دون أي تدخل من الدولة أو غيرها، فوظيفة الدولة حماية هذه الحرية، وتوسيعها، وتعزيز الحقوق، واستقلال السلطات، وأن يعطى الأفراد أكبر قدر من الضمانات في مواجهة التعسف والظلم الاجتماع..، 
الأساس الثاني: الفردية
الفردية هي السمة الأساسية الأولى لعصر النهضة، فها هو عصر النهضة يأتي كرد فعل لفكر القرون الوسطى، ويتحرر الفرد من الانضباط الكاثوليكي الطويل [8].وقد ارتبطت الحرية بالفردية ارتباطا وثيقا، فأصبحت الفردية تعني استقلال الفرد وحريته
وقد جاءت هذه الفردية بمفهومين مختلفين
أحدهما: الفردية بمعنى الأنانية وحب الذات، وهذا المعنى هو الذي غلب على الفكر الغربي منذ عصر النهضة وإلى القرن العشرين، وهذا هو الاتجاه التقليدي في الأدبيات الليبرالية

والثاني: الفردية بمعنى استقلال الفرد من خلال العمل المتواصل والاعتماد على النفس، وهذا هو الاتجاه البراجماتي، وهو مفهوم حديث للفردية

الأساس الثالث: العقلانية
تعني العقلانية استقلال العقل البشري بإدراك المصالح والمنافع دون الحاجة إلى قوى خارجية، وقد تم استقلاله نتيجة تحريره من الاعتماد على السلطة اللاهوتية الطاغية.ونلاحظ أن الاعتماد على العقل وتحييد الدين جاء بصورة متدرجة، ولكنه استحكم في عصر التنوير، وزاد ترسيخه كمصدر وحيد للمعرفة في القرن التاسع عشر الذي هو قمة الهرب الليبرالي. وقد أصبح الاعتماد على العقل المجرد وإقصاء الدين والقيم والأخلاق سمة من أبرز سمات الفكر الأوروبي المعاصر[9].
-----------------------------------------------------------
المبحث  الثاني: منهاج تفكير الليبرالية
المطلب الأول: اعتماد على العقل
الفكر الليبرالي يسعى إلى أن يفعل الفرد ويقول بلا حد ولاضبط من غير تأثير خارجي عليه، أو تأثير منه على أحد، ولا يعنيه ما يفعل غيره، ولا يعني غيره ما يفعله هو، ويجب ألا يكون متأثرًا بأي فكر أو اعتقاد ديني أو قَبَلي أو عِرْقي، ويجب أن ينطلق من عقل وتحليل منعكس من المادة والطبيعة، فالحاكم على الإنسان عقله فقط، وهو الإله الذي يُشرِّع للأفراد بلا شريك.[10]
لا يتحقق فهم العقائد والأفكار على الوجه التام المنضبط، وجدالها جدالًا صحيحًا، إلا بمعرفة أصلها و أُسها، فالله حينما أراد دعوة الإنسان وبيان حقيقته وتحوله أعاده إلى أصله ليعرف قيمته وحقيقته.
العلمانية هي الأساس الفلسفي لليبرالية، بل الجسر الذي تبَع عليه سائر الأفكار العقلانية، فالليبرالية تطبيق من تطبيقات العلمانية، والعلمانية فلسفة تسبق كل نظام يَفصل الدين ويُنحِّيه أو يلغيه بالكلية عن الحياة،
وفي هذا المجال قداختصرت من مقالة خلف عبد الرءوف على نحو التالى:
أن العقلانية فى الفكر الليبرالى يقصد بها استقلال العقل البشرى بإدراك المنافع والمصالح دون الحاجة إلى قوى خارجية. والباحث رأى هناك  يأتى الصدام والتقاطع بين الإسلام والليبرالية ، ذلك أن الإسلام يجعل من الوحى المتمثل فى الكتاب والسنة مصدرًا للمعرفة مقدماً على العقل الذى جعل له الإسلام فضاء رحيبًا يعمل فيه بما لا يتعارض مع الثوابت والمحكمات التى جاء بها الوحى ، وليس معنى ذلك أن هذه الثوابت تتعارض مع العقل لسبب بسيط وهو أنه ليس هناك عقل مطلق أو عقل ذو وجهة واحدة ولكن العقل يختلف من شخص إلى آخر فهى آراء متنوعة ومتناقضة فى كثير من الأحيان، تجنح بها الأهواء والشهوات إلى حد الشطط بل إلى حد اللامعقولوبالتالى لا يمكن تنصيب العقل حكمًا على النص الشرعى الثابت بالوحى لسببين أولهما أن ذلك يتعارض مع جوهر الإسلام نفسه الذى يعنى الاستسلام والخضوع والعبودية لله والقبول والانقياد للأمر والنهى الثابت بالوحى ، وثانيهما أن العقول تتباين فى رؤاها وتتعارض فى منطقها وبالتالى فسوف تتعارض العقول فى حكمها على النص الشرعى بما يحوله إلى وجهات نظر متباينة تعبر عن رؤية قارئ النص أكثر من كونها حكمًا شرعيًا .هنا نحن أمام منطقين متعارضين لا التقاء بينهما ، منطق ليبرالى يرفض الثوابت والحقائق المطلقة ويجعل من العقل قيما على النص الشرعى ، رافضاً أى حرمة أو قدسية لأى نص أو حكم ولو كان ثابتًا بالوحى قطعيًا فى دلالته . فالليبرالية تنظر إلى الإسلام والأديان عمومًا على أنها فكر بشرى تراكم على مدى السنين ،أضفيت عليه ألوان من القدسية نتيجة لظروف اجتماعية وسياسية وتاريخية معينة.
هذا هو المنطق الليبرالى العلمانى عمومًا فى النظر إلى النص الدينى .وعلى النقيض يأتى منطق الإسلام الذى يجعل من النص الدينى ضابطًا لحركة العقل ووعيه ، ومن نور الوحى مرشدًا للعقل من غير إلغاء للعقل ولا تعطيل لملكاته ولا تقييد لحركته. وبالجملة فالإسلام هو طريق معتدل بين طغيان العقل الليبرالى مقطوع الصلة بالوحى ، وبين وطغيان الكهنوت الكاثوليكى المقيد للعقل بأغلال اللاهوت و أثقال الخرافة.[11]
اللیبرالیون یبالغون في تقدیس عقولهم القاصرة لدرجة أنهم یردون نصوصا صریحة من الكتاب والسنة لأنها تخالف تلك العقول، وهم في ذلك یشابهون المعتزلة كالرازي والفلاسفة كأرسطو وغیرهم. وهذه العقول تسن أحكاما وتهدم أخرى في فقهنا الإسلامي ووجهتم كما یزعمون إعمال العقل في فهم النص القرآني وتجدید الإسلام. وهم یتجاهلون حقیقة أن للعقل البشري ودائع ذهنية ومحركات للوعي والفهم تصاغ للإنسان بمرور الزمن وفق تركیبه الاجتماعي. ومنها فإن اعتماد العقل على انه المحكم الأول والأخیر اعتماد یخرج بنا إلى الفوضى. تلك الفوضى التي تمزق الإسلام وتجعله نهبا للآراء والأمزجة والعقول.[12]
ويكفي لفهم عدم محدودية الفكر الليبرالي واعتمادهم على العقول القاصرة, النظرإلى القناعة الباطنة التي يُؤصل لها، وهي الإيمان بأنه يحق لكل أحد أن يختار لنفسه ما يُريد من دين و سلوك وفكر وقول وفعل مهما كان ذلك شاذًّا عن طبيعة البشر، وإن خالفه غيره، فلكل أحد حق متساوٍ في وجوب القبول من الآخَر. وعلى هذا فلا يعني عدم تبني بعض الليبراليين لبعض العقائد والأفكار -التي يتبناها غيرهم شيئًا في أصول العقائد ما داموا يعتقدون أن من خالفهم له حق الاختيار كما لهم حق الاختيار بالتمام.
الباحث رأى أن الليبراليين هم يعظمون دائما  طائفة المعتزلة، التي كانت تفضل العقل ويقدمونه من الوحي الإلهي، وأنه من المعروف  أن حسن والقبح عند اعتقاد المعتزلة هو ما يراه العقل .
هارون ناسوطيون  في كتابه  “Akal Dan Wahyu Dalam Islam”  بيّن وجهة النظر لمحمد عبده عن  العقل,فقال:  
“seorang ulama lain yang juga memberi kedudukan tinggi kepada akal adalah al-syaikh Muhammad abduh dari mesir, kedudukan akal dalam diri seseorang , menurut pendapatnya, sama dengan kedudukan Nabi bagi sesuatu umat. Akal adalah sendi kehidupan dan dasar kelanjutan hidup manusia"[13]
ثم نقل هارون ناسوطيون  من كتاب رسالة التوحيد لمحمد عبده وقال:
” dalam risalah at tauhid dijumpai pendapatnya mengenai kekuatan akal, akal dapat mengetahui; a) tuhan beserta sifat sifat kesempurnaan-Nya, b). kewajiban berterimakasih kepada tuhan, c). kebaikan serta kejahatan, dan d). kewajiban berbuat baik serta  kewajiban  menjauhi perbuatan jahat[14]
نستطيع الآن أن نقرر أن أهم سبب للخلاف بين الإسلاميين والليبراليين هو نظرة كل فريق للعقل، فالإسلاميين يتبنون النظرة التي سادت الإسلام خلال الأربعة عشر قرناً الماضية، ألا وهي أن العقل هو (وسيلة) الاستدلال علي الحقائق الجزئية وأنه (غير مختص) بالاستدلال علي الحقائق المطلقة التي يدل عليها الوحي المعصوم ذلك؛ لأنها مستقلة عن الوجود الإنساني، أما الليبراليين فيرون أن العقل هو (الوسيلة الوحيدة) للاستدلال علي كل الحقائق ومن ضمنها الحقائق المطلقة، إذ أن جذور الليبرالية الفلسفية والنسقية لا تعترف في حقيقة الأمر بقدسية الوحي المعصوم وسلطته في إدارة حياة المجتمعات من خلال (مقاييس مطلقة) للقيم العليا والمنظومات الخلقية والسلوكية.
المطلب الثاني: تقليد الثقافة الغربية
الليبرالية في عبور التاريح نجد أنها نفس أفكار العلمانيّة[15] سواء بسواء. و حتى لو سموا أنفسهم بالليبرالية الإسلامية أو الحداثة أو التجديد الإسلامية أو اليسار الإسلامية.[16]  فإذن الليبراليِّة ماهي إلاّ وجه آخر للعلمانيِّة التي بنيت أركانها على الإعراض عن شريعة الله تعالى ، والكفر بما أنزل الله تعالى ، والصد عن سبيله ، ومحاربة المصلحين ، وتشجيع المنكرات الأخلاقيِّة ، والضلالات الفكريِّة ، تحت ذريعة الحريِّة الزائفـــــة ، والتي هي في حقيقتها طاعة للشيطان وعبودية له هذه هي الليبراليّة ، وحكمها في الإسلام هو نفس حكم العلمانيّة سواء بسواء ، لأنها فرع من فروع تلك الشجرة ، ووجه آخر من وجوهها.
الإيديولوجية الليبرالية المنحرفة تبدأ باتباعهم للغرب. حيث نجد أن بعض المسلمين يتعلمون في جامعات الغربية.ثم يعودون إلى بلادهم ويحملون الثقافة الغربية و أفكارهم. و مثال ذلك كان من كبارهم الذي كان رائدا في حركة ليبرالية[17] هو نور خالص مجيد (Nurkholis Majid). كان نور خالص مجيد أخذ دراسة الدكتوراه في جامعة شيكاغو (chicago) ، الولايات المتحدة الأمريكية (1978-1984). ثم جاء بعده جوهان إيفيندي (Djohan Efendi) و أحمد وحيد(Ahmad Wahid) و عبد الرحمن وحيد (Abdurrahman Wahid)[18]
المتأمل في مقالات هؤلاء الليبراليين, يجد أنهم مفتونون غاية الافتتان بالقيم الغربية والحرية حسب المفهوم الغربي وحدث والألم يعتصر قلبك عن إعجابهم شبه المطلق بالغرب بشكل عام, ووضعه مقياسا للحضارة والتقدم وحقوق الإنسان, ولنا أن نبرز موقفهم من الغرب, كما يلي:
تقديم حسن الظن بهم, وأنهم لا يكيدون للإسلام ولا أهله وأن المتدينين يعيشون عقدة المؤامرة.
اتهام المسلمين بأنهم سبب العداء الذي يعيشه العالم الإسلامي مع الغرب:
يقول البليهي: "المحيط الحقيقي هو أن نزكي أنفسنا ونحن بهذا الوضع السيئ, العرب والمسلمون الآن أضحوكة في العالم, يعني ونحن كنا أضحوكة, ولا يهتم لنا أحد, لكننا الآن أصبحنا نعلن لهم أننا نبدع في قطع الرءوس ونبدع في القتل, وفي التفجير يعني هذا أقصى ما نستطيع أن نبدع فيه, وهذه معضلة كبرى يعني أصبحنا لسنا فقط عبئا على أنفسنا, وإنما أصبحنا عبئاً على العالم... أنا أعتقد أن العالم كله يتقهقر بسبب أفعالنا يعني مثلا البلدان الغربية البلدان الديمقراطية أمريكا وأوروبا وبريطانيا وغيرها يعني أصبحت تعدل أنظمتها بما يقيد الحريات"[19]
الانبهار بالحضارة الغربية والإشادة بأصحابها. يقول خالص جلبي: "يجب أن نحزن لحزن أمريكا لأن فشلها فشل لكل الجنس البشري, ولأنها تمثل طليعة الجنس البشري" [20]
ولنا أن نتصور كم هم القوم مفتنون بالحضارة الغربية, منبهرون بمكتشفاتها العلمية !! حينما تطالع هذا النص للكاتب نفسه (محمد المحمود) : "لقد كانت الحضارة الغربية – إبان لحظة اللقاء – معجزة إنسانية لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري, بل لم يوجد ما يقاربها, ولو في أدنى مستوياتها البدائية التي أفرزتها فترات الإصلاح الديني"
المطلب الثالث: التحرر من النصوص الإسلامية.
 كان من مبادئ الليبرالية منها أن جميع المعلومات (كذلك النصوص) ليس هناك ممنوع من الانتقادات[21]. فكلها لا بد من التساؤل (التشكيك فيها), فإن وافق مع عقولهم قبلواها وإن لم توافق مع عقولهم حرفوها و تأولوها.  فهذا هوالتحرر من سلطة النصوص الإسلامية.
والكلام في هذا أود أن أشير إلى أن هناك الليبرلي تكلم حول هذا الموضوع وهو" نصر أبو زيد" قد توصل بعد المقدمات الطويلة السالفة إلى هذه النتيجة.  إنه يقرر أن النصوص تخلو من العناصر الجوهرية الثابتة وليس تحتها معاني ثابتة وتفاسير مطلقة لأن الذي يحدد معانيها هو الواقع والمجتمع والظروف، ولذا فلا مانع مطلقاً من تطوير أو تغيير أو تبديل هذه المعاني تبعاً لتطور الواقع، فالواقع هو الأساس والنص يدور في فلكه، وهذا هو الذي يعنيه بالتنوير والتجديد وهو المنهج الذي يزعم أنه مخالف لما عليه أصحاب الخطاب الديني من تخلف ورجعية، وإذا كان هو وأمثاله يمارسون دور المجتهدين المستنيرين المجددين فإن النهج الديني ينساق حسب زعمهم في "دوامة التشويش الأيديولوجي حيث يبدو الباحث في إطار هذا المنهج وكأنه يكتشف جديداً وهو في الواقع يمارس دور الحواة والمشعوذين فيخرج من ثيابه ما سبق أن خبأه"
يقول نصر أبو زيد : "وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا، علينا أن نقوم بهذا الآن وفوراً قبل أن يجرفنا الطوفان"
ويبدو أنه يقصد التحرر من عبودية الله تعالى بعد دعوته إلى التحرر من سلطة النصوص، ويعبر عن هذا التحرر بعبارة أشد صراحة عندما يصف الخطاب الديني السلفي المعاصر بأنه "ينظر لعلاقة الله بالإنسان والعالم من منظور علاقة السيد بالعبد الذي لا يتوقع منه سوى الإذعان".
وليس هذا غريباً على الدكتور الذي أراد أن يعطينا فهماً سلطوياً على النصوص الإلهية بحيث يفهمها هو كما يشاء ويخضعها للثقافة المتغيرة في كل عصر. إنه يريد أن يجعل من العقل الإنساني مهيمناً على النص الإلهي فلا يروق له الخضوع لله ولا الخضوع للنص. وهذا المفهوم الجديد للنص عنده يهدف إلى: التحرر من عبودية الله . و التحرر من سلطة النصوص.[22]
يحاول الليبرالي أن يتدخل في تفسير النصوص الشرعية التي يقف أمامها أكابر العلماء خوفاً من الله وإجلالاً لئلا يصدر من أحدهم ما يخالف مراد الله تعالى. ثم يأتي ليبرالي لا يعرف من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه فيفسر برأيه الأعوج الشهواني الميال لكل رذيلة آيات القرآن؟! والعجب  أن من هؤلاء الليبراليين يسب الله تعالى ويستهزء به وبدينه ثم يقول: إني أفسر القرآن والحديث برأيي لأن النص حمٌال أوجه وأنا حمٌال رأي ومفكر وروائي كبير؟! فتفسيري للقرآن يجب أن يؤخذ به. وليس لي علاقة بعلماء الشريعة وفتاواهم. فهو يريد أن يفتي في كل شيئ ويفرغ النصوص الشرعية من محتواها حتى تتلاءم مع مذهبه الليبرالي المتحرر من القيود الدينية.[23]
يعتقد الليبراليون أن النص الشرعي له قراءات متعددة وتفسيرات متنوعة وكلها صحيحة وهذه العقيدة من الفساد بمكان لأنها تفتح الباب على مصراعيه لكل مبطل أن يستدل على مذهبه الفاسد من النص الشرعي بدعوى (تعدد قراءات النص) ولا ريب أن هذا أصل خطير يسوغ زندقة كل متزندق وكفر كل كافر.[24]
المطلب الرابع: معاداة الشريعة.
        عرفنا بأن الليبراليَّة هي وجه آخر من وجوه العلمانيِّة ، وهي تعني في الأصل الحريِّة ، غير أن معتنقيها يقصدون بها أن يكون الإنسان حراً في أن يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء ويعتقد ما يشاء ويحكم بما يشاء ، بدون التقيد بشريعة إلهية ، فالإنسان عند الليبراليين إله نفسه ، وعابد هواه ، غير محكوم بشريعة من الله تعالى. فهذه أفكار كلها معاداة للشريعة الإسامية صراحة.
زعم بعضهم أن الشريعة الإسلامية جامدة لا تساير متطلبات العصر وأن تطبيقها يتعارض مع حقوق الإنسان.وزعم أن إقامة الحدود الشرعية بصفة عامة (من قتل وقطع ورجم ) على المجرمين فيه من القسوة البالغة والوحشية التي لاتتناسب مع عصرنا الحاضر.وكذلك أن تطبيق حد السرقة امتهان لكرامة الإنسان وتشويه لخلقته وسمعته, بل فيه تعطيل لجزء من المجتمع وتمثيل له .
الليبراليون  يرون أسوأ قاعدة إسلامية شرعية هي (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) لأنها تتصادم مع أساس مذهبهم وفكرهم، فالمعروف بالنسبة لهم هو ما يشتهيه الناس وما يريدونه وما يهواه الخلق ولو كان أفحش الفواحش، والمنكر عندهم هو ما لا يريده الناس ولا يوافق أهواءهم ورغباتهم، وهم مع هذا الفهم الشيطاني للمعروف والمنكر إلا أنهم لا يرون الأمر إلا بالمعروف عندهم الذي يخالف الشريعة ويفسد الفطرة ولا ينهون إلا عما يعتبرونه منكراً وهو ما وافق الشريعة والفطرة، فهم في الحقيقة يصدق فيهم قول الباري جل وعلا: والمنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.
والكارهين للإسلام من العلمانيين والليبراليين وغيرهم كلهم يحبون أى اسم غير اسم إسلامى ومعروف أنهم يحبون أهوائهم وأفكارهم الغربية.
الليبراليون ليس عندهم أي مشكلة في أن يكون الإنسان اليوم مسلماً موحداً وغداً هندوسياً يعبد البقر وبعده يرجع ويصلي مع المسلمين ثم يعتنق اليهودية ويتبع التوراة المحرفة ثم يرجع مسلماً ويحج مع المسلمين ثم يكون ملحداً لا يؤمن بالإله. وهكذا، فالليبرالية لا تفرق بين اعتناق الإسلام أو عبادة بوذا أو السجود للأصنام أو نفي وجود الرب، فهذه اختيارات شخصية وتصورات ذهنية لا أكثر ولا ينبغي أن تؤثر في القوانين أوالحقوق أو العلاقات الإنسانية، فالعقيدة والدين ليسا أهم من الثياب التي يلبسها الإنسان ويغيرها متى شاء وينزعها متى شاء!!
من هذا المنطلق نستطيع أن نعرف حقيقة الليبرالية و معاداتهم للشريعة الإسلامية مثل ما  قاله دمسلم عبد الرحمن بيانا أثار السلية من تطبيق الشريعة الإسلامية :
Saya kira pihak pertama yang paling merasakan dampak penerapan syari’at Islam adalah kaum perempuan. Ini karena banyaknya regulasi dalam Islam dalam pelbagai hal. Misalnya, soal pengenaan pakaian dan lain-lain.”[25]
"أعتقد أن أول من معظم يشعر أثر تطبيق الشريعة الاسلامية هم من النساءوذلك لأن عدد من الأنظمةفي الإسلام بطرق مختلفةعلى سبيل المثال، من فرض اللباس وغير ذلك".
و الظاهر من كلامه أنه لا يقبل تطبيق الشريعة الاسلامية في المجتمع مثل مشرعية الحجاب بالنسبة للمرأة المسلمة, و نصيبها من الوراثة. و مما يريد هؤلاء الليبرالية هو  المساواة بين الجنسين (Gender) و التعادل القانونية بين المرأة والرجل.





[1] انظر المعجم الفلسفي (461/1)
[2]حقيقة الليبرالية و موقف السلام منها : سليمان بن صالح الخراشي. ص: 16 بتصرف
[3]الموسوعة الأمريكية الأكاديمية (Academic American Encyclopedia/ Liberalism)
[4] حكمة الغرب : 103 / 2
[5] المورد : 114/ 6
[6]تاريخ الفكر الأوروبي الحديث ,ص:337 
[7] موقع الخيمة :  http://www.khayma.com
[8] تاريخ الفكر الأوروبي الحديث ,ص:356
[9] حقيقة الليبرالية و موقف السلام منها : سليمان بن صالح الخراشي. ص: 19-23 بتصرف
[10] العقلية الليبرالية في رصف العقل ووصف النقل :عبد العزيزبن مرزوق الطريفي

[11] نقل بالتصرف من مقالة خلف عبد الرءوف http://www.almokhtsar.com
[12]العقلية اللِّيبرالية .. في رصف العقل .. ووصف النقل; عبد العزيز الطريفيص 18
[13]هارون ناسوطيون  " Akal Dan Wahyu Dalam Islam":    Ui Pres, 1986ص ;97
[14]هارون ناسوطيون  " Akal Dan Wahyu Dalam Islam":   1986 ui pres, ص : 98
[15]تعريف العلمانية : العلمانية هي ترجمة محرفة لكلمة إنجليزية تعني اللادينية ، والمقصود بها فصل الدين عن توجيه الحياة العامة ، وحصره في ضمير الإنسان وتعبداته الشخصية ودور العبادة فقط.
[16] د. داود هارون رشيد: ”Pembaruan Islam Dan Orientalisme Dalam Sorotan”:  Usamah Press, Jakarta 2003.
[17]المعروف في إيندونيسيا ب"الشبكة الاسلامية الليبرالية"
[18]. Adiyan Husaini.: مقاله: " Liberal dan Misinya ",  Sabili: رقم . 15: 88
[19]التطرف المسكوت عنه أصول الفكر العصراني : ناصر الحنيني ص: 89
[20]الجريدة الاقتصادية, العدد 173 في: 4/ 2 / 2003
[21]د. داود هارون رشيد: ”Pembaruan Islam Dan Orientalisme Dalam Sorotan”
:  Usamah Press, Jakarta 2003.                     
[22] مفهوم النص في الدراسات العلمانية الحديثة ( نصر أبو زيد نموذجاً )  للدكتور . يحيى محمد ربيع
[23]. Lubang Hitam Agama (Mengkritik Fundamentalis Agama, Menggugat Islam Tunggal; Sumanto Al Qurtuby,ص : 36
[24]. Membendung Arus Liberalisme Di Indonesia  (Dr. Adian Husaini)
[25]دمسلم عبد الرحمن في موقع الإنترنت الليبرالية: Http :/ / Www.Islamlib.Com